سلبيات العيش في السويد للمهاجرين العرب والمسلمين وفقا للتجارب العملية

مع التزايد الكبير لمحاولات الهجرة واللجوء، كان من الضروري إلقاء الضوء على أهم سلبيات العيش في السويد للمهاجرين وخاصة العرب والمسلمين.

لذلك خصصنا هذا المقال للتعرف على أهم هذه العيوب والسلبيات وفقا للعديد من التجارب العملية.

أيضا سنشير في المقابل إلى أهم المميزات، وجوانب أخرى مختلفة للمعيشة في السويد لجميع الفئات.

سلبيات العيش في السويد

على الرغم من احتلال السويد مكانة متقدمة على قائمة الدول الأفضل من حيث رفاهية المواطنين والمقيمين، إلا أن هناك بعض العيوب والسلبيات التي قد يواجهها أي مقيم في هذه الدولة.

وبالنسبة للمهاجرين من الدول العربية قد تكون هذه السلبيات أكثر وضوحا وتأثيرا بسبب العديد من العوامل المختلفة.

ولمزيد من التوضيح، سنحاول الآن كشف وتحديد أبرز النقاط السلبية التي قد تواجهها في السويد.

تكاليف المعيشة المرتفعة

أبرز السلبيات التي تواجه جميع المقيمين في السويد هي الارتفاعات الكبيرة في أسعار وتكاليف المعيشة بجميع النواحي.

حيث تشتهر السويد بارتفاع أسعار الطعام والعديد من الاحتياجات الأساسية مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى.

وتبدو هذه المشكلة بصورة أوضح عند الحديث عن أسعار الإيجارات، خاصة في المدن السويدية الكبرى.

ومن المتعارف عليه أن أسعار الإيجارات في السويد في تزايد مستمر، وذلك بسبب النقص الحاد في الوحدات السكنية المتاحة في ظل تزايد الطلب.

وتشير التقديرات إلى أن متوسط تكلفة المعيشة لأسرة مكونة من 4 أفراد يبلغ حوالي 36 ألف كرونة في الشهر، وذلك باستثناء الإيجار.

وبإضافة قيمة إيجار شقة في موقع متوسط، قد تصل التكلفة الإجمالية لمعيشة الأسرة في الشهر إلى حوالي 50 ألف كرونة.

لكن في المقابل، تقدم أغلب الوظائف السويدية رواتب مجزية لجميع العاملين فيها.

هذا الأمر يساعد إلى حد كبير على تجاوز مشكلة ارتفاع الأسعار وتحمل نفقات المعيشة الأساسية لمعظم الأسر.

للمزيد من المعلومات عن تكاليف المعيشة الأساسية في السويد، راجع مقالنا السابق حول كم تحتاج شهريا للعيش في السويد؟ دليل شامل للمهاجرين والطلاب

نظام الضرائب

الضرائب السويدية مرتفعة للغاية، ويتم فرضها على العديد من الأنشطة والخدمات بما قد يسبب أزمة للمهاجرين والمقيمين الجدد.

وتعتمد الدولة على هذه الضرائب لتقديم العديد من الخدمات المميزة عالية الجودة للجميع.

لهذا السبب قد لا يجد العديد من المقيمين في السويد مشكلة عند دفع الضرائب المرتفعة، حيث يعود عليهم ذلك بعدد لا حصر له من الخدمات مثل الرعاية الصحية والتعليم والمرافق والمواصلات العامة وغير ذلك.

ونظرا لأهمية الضرائب والعقوبات القاسية التي قد تقع على المتخلفين، يجب الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بفهم النظام الضريبي في السويد أو استشارة الخبراء لمعرفة المواعيد المحددة وطرق التسجيل وتقديم الإقرارت.

أزمة السكن

البحث عن سكن مناسب قد يكون من أهم وأبرز سلبيات العيش في السويد التي تواجه جميع المقيمين بلا استثناء.

وتتفاقم هذه الأزمة في المدن الكبرى، بسبب نقص المعروض من الوحدات السكنية في مواجهة تزايد الطلب القائم على معدلات الهجرة المرتفعة.

وتتراوح معدلات إيجار شقة في السويد مكونة من غرفة واحدة بين 9200 كرونة إلى 7000 كرونة في الشهر حسب الموقع والمدينة.

وتزيد هذه التكلفة عند الحديث عن شقة مكونة من ثلاث غرف، لتبلغ في المتوسط حوالي 16 ألف كرونة سويدية.

أيضا يواجه المهاجرون والطلاب مشكلة كبيرة عند التعاقد تتمثل في عدد السنوات المحدود لإيجار الشقة.

هذا الأمر يعني أن على العديد من الأسر الاستعداد للتنقل مرات متعددة من سكن إلى آخر طوال فترة الإقامة بالسويد.

لكن هذه الأزمة قد تكون أقل حدة في الضواحي والمدن الصغيرة، ولكن في المقابل قد يعيب هذه الأماكن عدم توفر فرص العمل المناسبة لأغلب المهاجرين.

للمزيد من المعلومات عن أسعار السكن والإيجارات والعديد من الاحتياجات الأساسية في السويد، اضغط هنا

تكلفة التعليم العالي المرتفعة

توفر السويد لجميع المقيمين تعليما أساسيا عالي الجودة وبدون مقابل أو بتكلفة مناسبة للغاية.

لكن عند الانتقال للتعليم الجامعي، يكون على غير المواطنين تحمل الرسوم الدراسية الكاملة أو البحث عن منحة تقدمها مؤسسات الدولة أو الجامعات أو العديد من المؤسسات الأهلية الأخرى.

لكن على الرغم من ذلك، يشتهر التعليم الجامعي السويدي بجودة فائقة مع أسعار معقولة نسبيا مقارنة بالعديد من جامعات أوروبا أو أمريكا.

صعوبة إجراءات الهجرة والحصول على الجنسية

الهجرة إلى السويد عملية صعبة ومرهقة للغاية، خاصة في الوقت الحالي الذي تتزايد فيه طلبات ومحاولات الهجرة واللجوء من جميع أنحاء العالم.

وحتى بعد النجاح في إنهاء جميع متطلبات الهجرة والانتقال للعيش في السويد بالفعل، يواجه المهاجرون صعوبة أكبر عند التفكير في التقدم للحصول على الجنسية السويدية.

ومن واقع التجارب العملية التي نتابعها باستمرار، قد يعيش المهاجر طوال عمره في السويد دون النجاح في اكتساب الجنسية.

المناخ

سلبيات العيش في السويد
سلبيات العيش في السويد

الموقع الجغرافي للسويد يجعل من درجات الحرارة والظروف المناخية أمرا غير مألوف بالنسبة للعديد من المهاجرين

في العديد من أوقات العام تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، بالإضافة لاختلاف ساعات شروق وغروب الشمس.

وفي بعض مناطق السويد قد يستمر الظلام لفترات طويلة، بما يعود بالعديد من الآثار السلبية على الصحة النفسية والجسدية.

وقد يكون من الصعب على غير السويديين التأقلم مع هذه الظروف، خاصة إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة.

صعوبة تكوين صداقات جديدة

على الرغم من أن المجتمع السويدي منفتح على الآخر ويميل إلى نبذ العنصرية، إلا أن العديد من السويديين يتحفظون بخصوص إنشاء علاقات اجتماعية وطيدة مع المغتربين.

هذا يعني أنه قد يكون من الصعب تكوين صداقات في بيئة العمل أو في الجوار.

لكن لحسن الحظ، في العديد من المدن السويدية ستجد الآلاف من حاملي جنسيات متفرقة ربما يميلون للبحث عن علاقات اجتماعية جديدة تعينهم على استكمال الطريق.

هل الحياة في السويد جميلة ؟

بعد استعراض أبرز سلبيات العيش في السويد التي قد يعاني منها العديد من المهاجرين والمواطنين أيضا، ننتقل الآن للإشارة للعديد من الإيجابيات والمميزات التي أثبتتها التجارب العملية.

الحياة الكريمة

توفر السويد لجميع المقيمين فيها أفضل معدلات الحياة، وذلك من خلال فرص العمل المناسبة برواتب مجزية، بالإضافة للعديد من الخدمات الاجتماعية التي تلبي احتياجات الأسر من مختلف الطبقات والفئات.

وتسعى الحكومة السويدية لتقديم حزم من المساعدات المادية المنتظمة للأسر التي قد تواجه بعض الصعوبات المؤقتة.

هذه المساعدات لا تقتصر فقط على المواطنين، ولكنها تمتد لجميع المقيمين من المهاجرين واللاجئين.

ظروف العمل الآدمية

بيئة العمل في السويد تعد من أفضل بيئات العمل في جميع أنحاء العالم.

حيث تتمتع الوظائف السويدية بمعدلات رواتب مرتفعة وعادلة لجميع الفئات.

أيضا تحترم بيئة العمل في السويد التوازن العادل بين الحياة العملية والحياة الاجتماعية والخاصة للموظف.

ويبدو ذلك بوضوح في العدد الكبير من الأيام المخصصة للعطلات الرسمية والخاصة والمرضية، وكذلك إجازات الأمومة مدفوعة الأجر لمساعدة الأمهات العاملات على رعاية الأطفال حديثي الولادة.

ولضمان حماية حقوق العاملين، تعمل في السويد العديد من النقابات العمالية والمهنية القوية.

هذا بالإضافة لما توفره القوانين من امتيازات لجميع العاملين، وحماية ضد التمييز أو الاستغلال من أصحاب العمل.

الرعاية الصحية للجميع

جميع دافعي الضرائب في السويد من المقيمين والمواطنين يحق لهم الحصول على رعاية صحية فائقة بأسعار التكلفة أو مجانا في الكثير من الحالات.

وتتمتع جميع المرافق الصحية والمستشفيات في السويد باهتمام الجهات المعنية بما يجعلها واحدة من أفضل المرافق الصحية على مستوى العالم.

هذا الأمر بالتأكيد ينعكس بالإيجاب على جميع المقيمين في السويد، ويتجلى في الحالة الصحية الجيدة والارتفاع الملحوظ في الأعمار.

التعليم الأساسي

تحدثنا ضمن سلبيات العيش في السويد عن ارتفاع تكاليف التعليم الجامعي بالنسبة للمهاجرين والمقيمين.

لكن في المقابل، توفر السويد لجميع المقيمين بلا استثناء خدمات التعليم الأساسي ما قبل الجامعي بأسعار زهيدة للغاية أو بدون أي مقابل.

وتماما مثل المرافق الصحية السويدية، تتمتع المدارس باهتمام ملحوظ لتأدية الرسالة التعليمية على أكمل وجه.

أيضا يتم منح الأولوية والرعاية الكاملة لجميع أعضاء هيئة التدريس لمساعدتهم على القيام بواجبهم تجاه الطلاب.

المدن الصديقة للبيئة

تهتم الحكومة السويدية والعديد من الجهات المعنية بخفض معدلات التلوث في جميع المدن.

هذا الأمر جعل المدن السويدية هي الأنقى والأقل تلوثا مقارنة بالعديد من المدن الأوروبية الأخرى.

يضاف إلى ذلك العديد من المناظر الطبيعية الخلابة ومصادر المياه العذبة التي تشكل جانبا مهما عند الحديث عن إيجابيات العيش في السويد.

شبكة النقل العام

ترتبط العديد من المدن السويدية بشبكة مواصلات عامة نظيفة وعالية الجودة.

هذه المواصلات العامة الجماعية توفر على المقيمين في السويد الكثير من التكاليف التي قد تنفق على السيارات الخاصة.

أيضا تتيح الفرصة للعديد من المهاجرين للإقامة في المدن الصغيرة والضواحي دون قلق، حيث يكون الانتقال للمدن الكبرى أكثر سهولة ويسرا مقارنة بدول أخرى.

سهولة التواصل باللغة الإنجليزية

ينتشر استخدام اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء السويد بشكل ملحوظ.

هذا الأمر يجعل من السهل على المهاجرين الجدد التواصل والبحث عن فرص عمل مناسبة لهم.

أيضا تعد اللغة السويدية من اللغات سهلة التعلم لمن يتقن الإنجليزية، وبذلك لن يكون من الصعب إكمال دراستك أو البدء في العمل على الفور.

المساواة

على الرغم من تحفظ السويديين بخصوص التعامل مع الأجانب وتكوين العلاقات والصداقات، إلا أن أغلبهم يحترمون الاختلاف ويحرصون على تحقيق قواعد المساواة عند التعامل مع الجميع.

تفرض أيضا القوانين على أصحاب العمل عدم التمييز بين العاملين على أساس الجنس أو العرق أو الدين.

وتواجه القوانين العديد من الظواهر الاجتماعية الشاذة المتعلقة بالعنصرية.

الإسلام في السويد

تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى أن نسبة المسلمين قد بلغت حوالي 10% من سكان السويد.

وبالفعل تنتشر في العديد من المدن المراكز والمساجد الإسلامية، والتي تساهم في تقديم العديد من الخدمات الاجتماعية الدعم للمهاجرين وأبناء الجالية الإسلامية من مختلف الجنسيات.

الرواتب في السويد للاجئين

بسبب تكلفة المعيشة المرتفعة التي تحدثنا عنها ضمن سلبيات العيش في السويد للمهاجرين واللاجئين، توفر الحكومة السويدية العديد من المساعدات الاستثنائية والحوافز المادية الشهرية لجميع طالبي اللجوء.

وتشمل هذه المساعدات البدلات اليومية لجميع أفراد الأسرة، وكذلك بدلات الإقامة، وبعض المنح الخاصة لقضاء بعض الاحتياجات الأساسية.

وتمنح هذه البدلات لجميع طالبي اللجوء المقيمين في مقرات وكالة الهجرة، وحتى تتاح لهم الفرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ولمعرفة المزيد حول قيمة هذه الرواتب والبدلات المادية وكيفية صرفها، يمكن مراجعة هذا الرابط.

اقرأ أيضا من مقالات موقعنا:

درجة الحرارة في السويد؛ تعرف على الطقس في ستوكهولم

الاستثمار في السويد شروطه ومتطلباته وقانون الضرائب المترتبة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.