الحياة في السويد للمهاجرين | أهم الإيجابيات والسلبيات وتكاليف المعيشة
الحياة في السويد للمهاجرين تبدو رائعة للوهلة الأولى، حيث تتمتع هذه الدولة الإسكندنافية بنمط حياة عالي الجودة، بالإضافة إلى ما توفره الدولة لجميع القاطنين بها من خدمات في ظل مناخ سياسي واجتماعي مستقر وآمن.
لكن في ظل هذه المميزات تبقى هناك بعض العوائق التي تؤثر على المهاجرين بالسلب.
وحتى نجعل الصورة أكثر وضوحا، سنحاول الاقتراب أكثر من تجارب المهاجرين للوقوف على أبرز إيجابيات وسلبيات المعيشة في السويد.
الحياة في السويد للمهاجرين
السويد من الدول التي لديها تاريخ طويل مع الهجرة بدأ منذ عدة قرون مضت.
وهي تستقبل المهاجرين من جميع أنحاء العالم بسبب ما توفره من امتيازات تتفوق على العديد من الدول الأوروبية الأخرى.
ويتجلى ذلك في عدد المهاجرين إلى السويد من مواطني دول الاتحاد الأوروبي، الذين انتقلوا للسويد من أجل العمل أو فرارا من أوضاع صعبة تمر بها بلادهم مثل الأوكرانيين.
وتوفر السويد العديد من الفرص للحصول على الحماية الدولية للمهاجرين من الجنسيات العربية الذين تنطبق عليهم شروط اللجوء.
كذلك تستقبل المهاجرين من أصحاب الكفاءة والتخصصات المهنية الأكثر طلبا للعمل في العديد من الصناعات المتطورة والمزدهرة في السويد التي تجتذب الخبرات من جميع أنحاء العالم.
وتقدم هذه الصناعات، وعلى رأسها صناعات التكنولوجيا المتطورة، العديد من الفرص المهنية برواتب مجزية وامتيازات من الصعب منافستها.
أيضا قامت السويد بدور كبير ومهم في استقبال مئات المهاجرين واللاجئين الفارين من الصراعات الدائرة في دول الشرق الأوسط.
وبالفعل تم استقبال العديد من طالبي اللجوء من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان.
والآن ننتقل للتعرف على أبرز المميزات التي توفرها السويد للمهاجرين واللاجئين على أراضيها.
أهم إيجابيات الحياة في السويد للمهاجرين
السويد كانت الاختيار للعديد من المهاجرين على مر العقود والسنوات السابقة بفضل ما توفره من نمط حياة مزدهر يتناسب مع سمعة الدول الإسكندنافية.
حيث تشتهر هذه الدول بالمدن النظيفة، والرعاية الاجتماعية ذات المستوى المتقدم، والاقتصاد المنتعش، ومستويات معيشة عالية الجودة.
هذا بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة والموقع المتميز للدولة، والعديد من المميزات والإيجابيات الأخرى التي سنقف الآن على أبرزها.
مستويات المعيشة المرتفعة
توفر السويد للمقيمين فيها مستويات معيشة مرتفعة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى المجاورة، فضلا عن دول الشرق الأوسط والدول العربية.
ومن الصعب العثور على أي مظاهر للفقر في السويد أو مصادفة أشخاص لا يجدون المأوى أو قوت يومهم.
وقد حدث ذلك بفضل العديد من البرامج والخطط الحكومية التي تضمن للجميع الحصول على خدمات عادلة، بما في ذلك المهاجرين والمقيمين من جنسيات أخرى.
أيضا يتكفل النظام الاجتماعي في الدولة بالعديد من الاحتياجات الأساسية لرفع عبئها عن كاهل المواطنين والمقيمين.
ويظهر ذلك في مستويات الرعاية الصحية المتقدمة منخفضة التكلفة أو المجانية في بعض الأحيان.
أيضا المدارس المتميزة والتعليم المجاني أو المنخفض التكلفة، ومعدلات الأجور المرتفعة.
وسوف نتطرق في السطور التالية لأبرز هذه الإيجابيات والمزايا بشيء من التفصيل.
ظروف العمل المتميزة
ظروف العمل في السويد تتسم بمميزات من الصعب العثور عليها في أي دولة أخرى.
الأمر لا يتوقف فقط عند الرواتب المرتفعة والعادلة، ولكنه يمتد إلى التوازن الرائع بين الحياة العملية والحياة الخاصة.
على سبيل المثال يتمتع العاملون في السويد بعدد كبير من أيام الإجازات السنوية في المناسبات العامة أو المخصصة للظروف الشخصية مثل الإجازات المرضية.
أيضا يمكن للأمهات الحصول على إجازات طويلة مدفوعة الأجر للاعتناء بالأطفال حديثي الولادة.
وتضمن كل هذه الحقوق منظمات عمالية ونقابات مهنية قوية ولها باع طويل في حماية حقوق المنتسبين لها.
كذلك تفرض القوانين السويدية عقوبات مغلظة على أصحاب العمل الذين يعتدون على حقوق العاملين لديهم.
الرعاية الصحية المتقدمة
ضمن مزايا الحياة في السويد للمهاجرين يجب أن نذكر أنظمة الرعاية الصحية المتقدمة والمتوفرة لجميع المقيمين في الدولة بأسعار مخفضة أو بدون أي مقابل.
وتحظى جميع المرافق الصحية في السويد بعناية فائقة لضمان القيام بدورها على أكمل وجه.
وهذا ما ينعكس بالإيجاب على صحة وارتفاع متوسط أعمار المقيمين في الدولة.
تعليم متميز بتكلفة منخفضة
مثل الرعاية الصحية فائقة الجودة والرخيصة، تتمتع جميع المؤسسات التعليمية في السويد بأعلى معايير الجودة والتميز دون تحميل المستفيدين أي تكاليف باهظة.
وتفتح المدارس الابتدائية والثانوية أبوابها لجميع الأطفال والشباب مجانا، وذلك بغض النظر عن الجنسية أو سبب الإقامة في السويد.
لكن قد يحتاج المهاجرين لدفع تكاليف التعليم الجامعي في العديد من الأحوال، مع توفر العديد من الفرص بتكاليف منخفضة أيضا.
المدن السويدية صديقة للبيئة
تكتظ السويد بالمناظر الطبيعية الخلابة والوديان الخضراء ومصادر المياه العذبة والنقية.
ويمتد هذا الأمر للمدن أيضا التي تضع القوانين الصارمة للحفاظ على نظافتها وحمايتها من أسباب التلوث.
وسائل النقل العام المريحة
عندما تعيش في السويد سوف تستمتع بسهولة ويسر وجودة وسائل النقل الجماعي المنتشرة في جميع أنحاء الدولة.
وتشمل هذه الشبكات جميع أنواع وسائل النقل بما في ذلك الترام والقطارات والحافلات.
وتساعد شبكات النقل العام المقيمين على الانتقال بكل سهولة بين أرجاء المدن السويدية المختلفة بأقل تكلفة ممكنة.
انتشار اللغة الإنجليزية في السويد
اللغة الإنجليزية من اللغات المنتشرة في جميع أنحاء السويد، ويتحدثها الجميع تقريبا.
لهذا لن يكون من الصعب على المهاجرين بدء حياتهم الجديدة في هذه الدولة وتجنب العديد من العقبات التي ربما يصادفونها في أماكن أخرى.
ويضاف إلى هذه الميزة سهولة تعلم اللغة السويدية للمتحدثين بالإنجليزية. وهذا بالتأكيد أمر رائع لكل مهاجر لضمان الحصول على أفضل الفرص التعليمية أو الوظيفية.
احترام الآخر والمساواة
أغلب المجتمع السويدي يتمتع بشيوع قيم المساواة واحترام الآخر، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو التوجه الفكري.
لهذا، يتوقع لأغلب المهاجرين سرعة الاندماج في المجتمع السويدي وتحقيق نجاحات دون خطر التعرض للتمييز أو الإقصاء.
الحياة في السويد للمسلمين
تشير العديد من التقديرات إلى أن عدد المسلمين في السويد قد تضاعف في السنوات الأخيرة حتى بلغ نسبة 10% من إجمالي عدد السكان.
ويحظى العديد من المسلمين بمعاملة لائقة تتسم بروح القوانين السائدة في المجتمع السويدي.
أيضا هناك العديد من اللاجئين القادمين من دول عربية إسلامية مثل سوريا والعراق يعيشون في السويد ويتمتعون بالعديد من المزايا الاجتماعية والمادية.
في مقابل ذلك، هناك العديد من الحوادث العنصرية التي يتعرض لها بعض المسلمين بفعل بعض المتعصبين.
لكن من الصعب تعميم هذا الأمر السلبي على نطاق واسع من المجتمع السويدي، حيث أن القانون يواجه بحزم العديد من صور التمييز والعنصرية.
الرواتب في السويد للاجئين
توفر السويد لطالبي اللجوء بغض النظر عن أصولهم العديد من المساعدات الاجتماعية وأبرزها الرواتب أو المساعدات المادية الدورية.
وهذه المساعدات المادية تقدم من خلال وكالة الهجرة لجميع اللاجئين غير القادرين على توفير النفقات اللازمة لمعيشتهم ومعيشة أفراد أسرهم
وهي تنقسم إلى عدة فئات، هي: البدل اليومي وبدل الإقامة والمنح الخاصة.
البدل اليومي لطالبي اللجوء في السويد
يختلف البدل اليومي لطالبي اللجوء في السويد حسب مكان الإقامة والتجهيزات والمرافق المتاحة فيه.
وفيما يلي قائمة بقيمة البدل اليومي حسب كل حالة:
قيمة البدل اليومي في أماكن إقامة وكالة الهجرة التي توفر وجبات الطعام:
- 24 كرونة سويدية في اليوم لكل شخص بالغ يعيش بمفرده.
- 19 كرونة سويدية في اليوم لكل شخص بالغ يعيش مع أسرة.
- 12 كرونة سويدية في اليوم لكل طفل حتى سن 17 عاما.
قيمة البدل اليومي في أماكن إقامة وكالة الهجرة التي لا توفر وجبات الطعام:
- 71 كرونة سويدية في اليوم لكل شخص بالغ يعيش بمفرده.
- 61 كرونة سويدية في اليوم لكل شخص بالغ يعيش مع أسرة.
- 37 كرونة سويدية في اليوم لكل طفل من عمر 0 إلى 3 أعوام.
- 43 كرونة سويدية في اليوم لكل طفل من عمر 4 إلى 10 أعوام.
- 50 كرونة سويدية في اليوم لكل طفل من عمر 11 إلى 17 عاما.
ويتم صرف البدل كاملا لأكبر طفلين في كل أسرة، في حين يتم صرف نصف البدل المخصص فقط لكل طفل ابتداء من الثالث.
المنح الخاصة
يسمح أيضا نظام الهجرة في السويد لطالبي اللجوء بالتقدم لطلب منحة خاصة في حالة عدم كفاية البدل اليومي.
وتشمل هذه الاحتياجات العديد من الاحتياجات الضرورية مثل النظارات الطبية أو عربات الأطفال أو الأحذية والملابس الشتوية لمواجهة برودة الجو.
بدل السكن
يمكن التقدم بطلب للحصول على بدل السكن في حالة حصول طالب اللجوء على وظيفة تتطلب الانتقال إلى مكان لا تتوفر به مساكن خاصة بوكالة الهجرة.
وهذا البدل يدفع شهريا بقيمة:
- 850 كرونة سويدية للأسرة.
- 350 كرونة سويدية للشخص الذي يعيش بمفرده.
ولمزيد من التفاصيل حول المساعدات المادية المخصصة لطالبي اللجوء في السويد، اضغط هنا.
اقرأ أيضا من مقالات موقعنا:
موقع الهجرة السويدي؛ تعرف على أحدث القرارات والإجراءات
الساعة بالسويدي | كيفية قراءتها لتحديد الوقت باللغة السويدية
عيوب الحياة في السويد للمهاجرين
بعد الحديث عن أهم مميزات وإيجابيات الحياة في السويد، ننتقل الآن للتعرف على أهم العيوب والسلبيات التي تواجه الجميع بصورة عامة، والمهاجرين بصورة خاص.
تكاليف المعيشة والضرائب المرتفعة
في مقابل الرواتب المجزية والخدمات المميزة التي يحصل عليها جميع المقيمين في السويد، نجد ارتفاعا كبيرا في تكاليف العديد من الأساسيات مثل الطعام أو الإيجارات.
أيضا الضرائب في السويد مرتفعة للغاية، حيث تعتمد الدولة عليها لدعم كافة المشاريع والخدمات المقدمة.
لكن في مقابل هذه الضرائب المرتفعة يحصل المواطن أو المقيم في السويد على خدمات مثل الرعاية الصحية المميزة أو التعليم فائق الجودة.
ونظرا لأهمية الضرائب للمجتمع السويدي، يجب على كل مهاجر فهم الطريقة التي تسير بها الأمور والمواعيد المنظمة وطرق التسجيل والتقديم لتجنب الوقوع تحت طائلة القانون.
التعليم العالي مكلف للمهاجرين
تقدم السويد لجميع مواطنيها تعليما أساسيا وجامعيا على أعلى مستوى وبدون مقابل أو بأقل التكاليف.
لكن هذه الخدمة تقدم للمهاجرين في صفوف التعليم الأساسي والثانوي فقط.
ولاستكمال الدراسة الجامعية يجب تحمل كافة المصاريف المطلوبة حسب الجامعة والتخصص الدراسي الذي تختاره.
صعوبة الحصول على الجنسية السويدية
عملية الهجرة إلى السويد هي عملية صعبة ومعقدة يعرفها كل من مر بها.
لكن تواجه المهاجرين والمقيمين عملية أصعب بكثير وأكثر تعقيدا، وهي عملية أو محاولة الحصول على الجنسية السويدية.
وتعد هذه أبرز عقبات الحياة في السويد للمهاجرين من جميع الجنسيات، حيث قد يعيش المهاجر طوال حياته في السويد دون القدرة على إتمام إجراءات ومتطلبات الحصول على الجنسية.
الظروف الجوية غير المألوفة
يعاني أيضا المهاجرون في السويد من الظروف والأحوال الجوية والمناخية غير المألوفة.
أيضا بسبب الموقع الجغرافي، تختلف ساعات شروق الشمس عن باقي دول العالم.
وقد يستمر الظلام في بعض المناطق لفترات طويلة، بما يؤثر بالسلب على العديد من الأشخاص الذين لم يعتادوا على تلك الظروف.
وقد تمتد هذه الآثار السلبية لتشكل خطرا على الصحة العامة إذا لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية.
صعوبة الحصول على صداقات جديدة في السويد
على الرغم من أن المجتمع السويدي يشتهر في جانب كبير منه بتقبل الآخر وعدم التمييز، إلا أن هذا الأمر يقتصر على المعاملة الرسمية.
لكن في المقابل يتحفظ أغلب السويديون في التعامل والتواصل الإنساني مع الآخرين، خاصة القادمين من دول أخرى.
لهذا من الصعب تكوين صداقات في السويد على عكس العديد من الدول الأوروبية الأخرى.
أزمة السكن في السويد
يواجه المهاجرون أزمة كبيرة في السويد، وهي مشكلة قلة المعروض من المساكن مقارنة بكثرة الطلب عليها.
وهذه الأزمة تلقي بظلالها على ارتفاع الإيجارات في المدن السويدية المختلفة.