عدد سكان النمسا؛ الإحصائيات الأخيرة وترتيبها في الدول الأوروبية

عدد سكان النمسا؛ تقع هذه الدولة في وسط أوروبا وتعد من بين أصغر الدول في القارة الأوروبية.

مما لاشك فيه أن النمسا تتمتع بمستوى عال من الرفاهية والثراء.

حيث يتمتع معظم النمساويين بمستوى عالٍ من التعليم والصحة والإعاشة والخدمات العامة.

ويتبلور هذا الثراء في الدخل العالي والمستوى المعيشي الرفيع للغاية.

على الرغم من إيجابياتها العديدة، فإن النمسا تواجه مشكلات معينة فيما يتعلق بعدد السكان.

حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة النمو السكاني في البلاد تتراجع بشكل ملحوظ مما يشكل تحدياً للاقتصاد النمساوي وتنميته المستقبلية.

لذلك في هذا المقال سنلقي نظرة على عدد سكان النمسا في الإحصائيات الأخيرة.

وترتيب النمسا بين الدول الأوروبية، بالإضافة إلى التوزيع الجغرافي للسكان في النمسا

عدد سكان النمسا في الإحصائيات الأخيرة

في الواقع في عام 2023 تم تقدير سكان النمسا بـ 9,006,398 نسمة، وهو ما يمثل 0.12 ٪ من إجمالي سكان العالم.

حيث زاد عددهم في النمسا في عام 2023 من عام 2022 إلى حوالي 51296 في العام السابق.

كما يظهر أن معدل النمو السكاني هو 0.55٪ سنويًا، أما في عام 2021، وقد تم تقدير العدد بما يقرب من 9.1 مليون نسمة.

كما تعتبر النمسا من الدول التي تتميز بكثافة سكانية متوسطة، حيث يتراوح عدد السكان في المدن الرئيسية.

مثل “فيينا وسالزبورغ وإنسبروك” بين 100 إلى 200 شخص لكل كيلومتر مربع.

نسبة النمو السكاني

وفي حقيقة الأمر أن هذا الرقم يمثل زيادة قدرها 0.5٪ منذ العام السابق، حيث يتم توزيع السكان في النمسا بشكل غير متساوٍ.

كما يركز العدد الأكبر في المناطق الحضرية وتحديداً في عاصمة النمسا فيينا.

ترتيب النمسا في الدول الأوروبية

يذكر أيضاً أن النمسا تحتل المرتبة الـ 98 عالمياً في العدد الإجمالي للسكان، وتعتبر واحدة من أصغر الدول في أوروبا.

كما يعتبر النمو السكاني، إلى جانب الهجرة الخارجية، عاملاً مؤثرًا في تغييرات أعداد السكان في النمسا.

فقد تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد السكان في النمسا خلال السنوات الأخيرة.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى الزيادة في نسبة القادمين من الدول الأجنبية واللاجئين إلى النمسا.

أسباب انخفاض عدد سكان النمسا

الجدير بالذكر أن تاريخيًا ارتفع عدد سكان النمسا إلى مستويات عالية خلال النصف الأول من القرن العشرين.

ولكن منذ ذلك الحين شهد البلد انخفاضًا تدريجيًا في عدد السكان.

في حقيقة الأمر يُعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع معدلات الوفيات، وأيضاً تراجع معدلات الولادة، وارتفاع الأمراض المزمنة، وعدم جاذبية الاقتصاد الخاص بالنمسا.

في حين أن العديد من الدول الأوروبية تشهد ذلك الانحدار في عدد السكان إلى إنهيار في النمو السكاني.

مما يؤدي إلى انجراف نحو الشيخوخة، وقد فعلت النمسا خطوات استباقية لتقليل معدلات الانخفاض السكاني.

كما أن النمسا مثل العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، توفر الرعاية الصحية والمساعدة الهامة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا وأكثر.

بالإضافة إلى ذلك يتم تشجيع الحكومة النمساوية على التخطيط للمستقبل المتوسط ​​والطويل المدى، من خلال تطوير برامج جذابة لتعزيز الأسر العاملة وتشجيع الهجرة.

تأثير الهجرة على نمو الاقتصاد النمساوي

مما لاشك فيه أن الهجرة سبب أساسي في نمو الاقتصاد، وذلك لأن المهاجرين والعمال الأجانب هم ذوو المؤهلات العالية المطلوبة في سوق العمل النمساوية.

الجدير بالذكر أنه بفضل العمل الخاص بالمهاجرين، يطور البلد تقنيات وخبرات جديدة، مما يساهم في النمو الاقتصادي.

النمو غير المحدود للسكان لا يزال يشكل تحدياً جديدًا للمجتمعات البشرية، وتثير مخاوف حول الاستمرارية في توريث الثقافة والقيم وتوفير مصادر الطاقة والغذاء.

تأثير العوامل الديموغرافية على عدد سكان النمسا

يمكننا التحدث بشكل أكثر تفصيلًا عن هذه العوامل الديموغرافية التي تؤثر على عدد السكان، وتشمل عدة عوامل مهمة، من بينها:

الولادات والوفيات

فمن المعروف أن عدد السكان في النمسا يزيد بشكل عام بسبب الولادات التي تحدث في البلاد.

وعلى الرغم من أن عدد الولادات في البلاد وهو ما يشير إلى وجود ارتفاع في الخطاب الديموغرافي إلى البلاد، فإنه لا يزال يوجد انفاق كبير في المعدل الوفيات.

كما يشير التقرير الصادر عن جمعية الأمم المتحدة إلى أن متوسط العمر المتوقع في النمسا يبلغ 81.2 عامًا، مما يعني أن عدد الوفيات في البلاد يتجاوز عدد الولادات.

تأثير الهجرة على عدد سكان النمسا

كما ذكرنا سابقًا فإن الهجرة هي واحدة من العوامل الهامة التي تؤثر على عدد السكان في النمسا.

ويتجه العديد من الأشخاص إلى النمسا من أجل العمل أو الدراسة، بجانب العديد من طالبي اللجوء واللاجئين.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، خاصة مع تصاعد المخاوف المرتبطة باللاجئين في بعض البلدان الأوروبية.

التغيرات في نسبة التضخم

يعد معدل التضخم في النمسا من العوامل الهامة التي تؤثر على العدد السكاني في البلاد.

وقد تم تسجيل إنخفاض في معدل التضخم في النمسا خلال السنوات الأخيرة.

مما يعني أنه سيتم تقليص الإنفاق وتقليل الفوائد المالية، وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض العدد السكاني في البلاد.

وبالنظر إلى هذه العوامل الديموغرافية المختلفة، يمكن القول بأنه يتم مواجهة العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بحصر عدد السكان في النمسا.

ومن المهم أيضًا التفكير في العديد من الحلول لمواجهة هذه التحديات وتعزيز العدد السكاني في البلاد.

التوزيع الجغرافي للسكان في النمسا

تمتلك النمسا توزيعاً جغرافياً متنوعاً للسكان، حيث يتركز معظمهم في المناطق الحضرية وعلى طول السواحل النهرية.

كما يلاحظ وجود تجمعات سكانية في المناطق الجبلية والريفية. وفيما يلي تفاصيل حول التوزيع الجغرافي للسكان في النمسا:

1.فيينا: تعتبر فيينا عاصمة النمسا وأكبر مدينة فيها، ويعيش فيها أكثر من 1.9 مليون نسمة وتعتبر من أكثر الأماكن كثافة سكانية في النمسا.

2. نهر الدانوب: تقع العديد من المدن والبلدات النمساوية على طول نهر الدانوب، حيث يعيش بالقرب من النهر قرابة 10% من السكان.

3 سالزبورغ: تعتبر سالزبورغ الثالثة من حيث عدد السكان في النمسا، وتحوي العديد من الشركات والصناعات الكبرى.

4. الأقاليم الجبلية: تقع العديد من البلدات الصغيرة التي يعيش فيها السكان على طول جبال الألب الرائعة، وتشتهر هذه المناطق بمزارعها الخصبة وروعة المناظر بها.

تأثير السياحة على عدد سكان النمسا

تلعب السياحة دورًا كبيرًا في اقتصاد النمسا، حيث تعد السياحة من أهم المصادر الأساسية للدخل الوطني للنمسا.

تجدر الإشارة إلى أنه ترتفع أعداد السياح في النمسا بشكل كبير خلال فترة الصيف والشتاء.

مما يزيد من الاحتياج إلى العمالة ويؤدي بشكل مباشر إلى زيادة عدد السكان المؤقتين في البلاد.

في العادة يحرص العديد من السياح على زيارة النمسا لاستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة ومعالم الجذب السياحي الشهيرة فيها.

مثل “جبال الألب، وأيضاً القلاع التاريخية، والمنتجعات الصحية”.

وبسبب هذا التوجه السياحي يتراوح عدد السكان الذين يرتفعون في فصل الصيف بين 10% إلى 30% من عدد السكان الدائمين في البلاد.

وذلك بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة السياحة النمساوية.

في النهاية يمكن القول بأن تأثير السياحة على عدد سكان النمسا يعد مؤقتًا ولا يؤثر على نمو سكان البلاد على المدى الطويل.

ختاماً يمكن القول إن عدد سكان النمسا يتحكم فيها عوامل مختلفة.

كما وضحنا وأنه على الرغم من أن النمو السكاني يتأثر بمعدلات الولادة والوفيات، إلا أن الهجرة هي العامل الأساسي الذي يرفع أعداد السكان.

وقد أصبح تقليل التراجع في المعنويات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي تحديًا جديًا للنمسا.

كما يجب على الحكومة أن تستثمر بشكل أفضل في خدمات تحسين الرعاية الصحية.

بالإضافة إلى ذلك زيادة الإنفاق على برامج التعليم وحماية بيئة العمل الآمنة.

وذلك من خلال احترام وحماية الثقافة والقيم الموروثة عن الأجيال السابقة.
وقد تحدثنا عن التوزيع الجغرافي للسكان في النمسا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.